الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
من أعاجيب الساسة والسياسة التي لا تنقضي ولا تنتهي، وبها تطالعنا يوميا وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، ووسائل الاتصال الاجتماعي على شكل اجتماعات، ومؤتمرات، وتصريحات، وتغريدات، ومقالات وتحليلات.. إلى غير ذلك من أساليب وصور الخداع والتأثير النفسي مما يصدع الرؤوس ويدمر النفوس، وأعني به دعاوى محاربة التطرف والغلو والأصولية، وهو ما يطلقون عليه اليوم مصطلحا فضفاضا يوصم به المسلم دون غيره، ألا وهو الإرهاب، وما ذلك إلا لتشويه الإسلام دين الحق والعدل والأمن والسلام، وهوما يشهد له صباح مساء، وليل نهار تحية السلام عند اللقاء، وعند الدخول، بل وعند القيام والمغادرة، ومخاطبة الناس، بل – أكثر من ذلك- عند الفراغ من الصلاة. وهم يسعون حثيثا لتنفير الناس من اعتناقه " ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون"(التوبة:32).
لو أرادوا حقا وصدقا محاربة الإرهاب لدعموا الاعتدال والوسطية التي هي نقيض الإرهاب، والتي هي من أبرز ملامح ديننا الإسلاميّ الحنيف "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "(البقرة: 142)لكن الدعم للتطرف مشاهد علنا، وهو يتمثل في حقائق ثابتة لا سبيل إلى نكرانها وما خفي كان أعظم. فأدعياء محاربة الإرهاب دولا ومنظمات يشنّون الحروب المستعرة على الوسطية والاعتدال لتغذية التطرف من خلال إجراءات منها:
1-يولّون على المسلمين من يضطهد هم ويحرمهم من خيرات بلدانهم، بل يتحكمون في كثير من الأحيان في اختيار رئيس الوزراء.
2- يحمون الظلمة من شعوبهم باستخباراتهم، ويكشفون لهم رجال الإصلاح للبطش بهم، كما هو الحال في سوريا ومصر.
3-يشوّهون الدول الإسلامية المتعاطفة مع الشعوب المغبونة لإصلاح أوضاعهم، كالسودان، وقطر ، وتركيا.
4-يبادرون إلى الانقضاض على الأنظمة المعتدلة وإسقاطها دمويا، ولو ظفرت بالسلطة عن طريق الانتخاب، كما في ميدان رابعة، والنهضة .
5-يقتطعون من الدول الإسلامية كيانات غير مسلمة بدعوى حمايتها، كما حدث لتيمور وجنوب السودان.
6-يسلّطون غير المسلمين على المسلمين في المجتمعات المتعددة الديانات لتشريدهم وإضعافهم، كما في البوسنة والهرسك، وأفريقيا الوسطى، وأركان.
7-يغرون المتطرفين بتدمير بلدانهم، ويحمونهم من الإدانة، كما هو مشاهد في بنغازي، ودرنة، وصبراتة.
8-يعارضون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في البلدان الإسلامية، كتحريم الربا، ويفتحون في مصارفهم نوافذ للصيرفة الإسلامية.
9-يجرّئون الظالمين على الطعن في الشريعة الإسلامية، كما هو معلن في تونس.
10-وفلسطين الجريحة عشرات السنين تجمع معاناة أهلها تلك الوقائع اللاإنسانية الدامغة، بل وأكثر منها مع السكوت المطبق عن حقوق الإنسان فيها وفي غيرها بدعاوى المصالح الوطنية، وتجنب الوقوع في حبائل قوانين معاداة السامية والولاء الكامل للصهيونية.
(حسبنا الله ونعم الوكيل).