الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه.
التنظيمات السياسية الجامعة للشعوب والمجتمعات توجد لتعالج المشاكل الطارئة, والأحوال القاهرة. تستعد لكل الظروف والاحتمالات, وتبتكر الأساليب لمعالجة المواقف المتقلبة. والبلاد العربية تمر بأزمات خطيرة دينية, وسياسية, واجتماعية, واقتصادية ...إلخ. منذ انطلاق ثورات الربيع العربي على طغاة حرموا شعوبهم طعم العدالة , وسعوا لتوريث شعوبهم لأولادهم, كما يورث سقط المتاع, ذلك أن بعض البلاد العربية لم يسعدها الأمر فبذلت الغالي والرخيص لإسقاطها, ولو أدى ذلك إلى زهق الأرواح, وسفك الدماء, واشتعال أوار الحروب في نواحي بلاد العرب, وهدم مساجدها, وحرق أسواقها , وقراها ومدنها العريقة. كل ذلك يجري والجامعة العربية لا تحرك ساكنا, ولا تبدي اعتراضا على أنواع من العدوان عربية وأجنبية تنهش المواطن العربي وتمزقه بالمدافع, والدبابات, والطيران الغادر مما لا قبل للناس به. ظلت الجامعة العربية تنتظر التعليمات الدولية من البلاد الأجنبية, والاتحاد الأوربي, والأمم المتحدة, والحكومات العسكرية الانقلابية. والجامعة العربية دورها ترجمة لمواقف المنضوين تحتها من دولها الأعضاء, فهل غابت الجامعة العربية أو غيبت لمحو الإسلام بأيدي المسلمين وأيدي أعدائهم, وتدمير المدن والقرى وهدمها على رؤوس أهلها أوتهجيرهم في الآفاق, وتفتيت كياناتهم, وإحياء نعراتهم, وحرمانهم من ثرواتهم التي حبا الله بها أرضهم؟ وأين هي من ميثاقها الذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأعضائها؟ بل أين مجامع واتحادات وروابط علماء المسلمين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وألا يحل لأهالي القتلى والجرحى المطالبة بديات وجراح مصا بيهم, والتعويض عما تهدم من مبانيهم طال الزمان أو قصر؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.